top of page
Search
  • Writer's pictureSaleh Amin

فرص متنكرة !


هناك الكثير من الحلول ومن الفرص التي نملكها بين أيدينا أو تحت أقدامنا ولكننا لا نبالي بها أو غافلين عنها لذلك أحياناً كثيرة كل ما يتطلبه الأمر هو إعادة النظر فيما نعرف، فالخيال هنا أهم من المعرفة !

ما نعرفه تماماً أن مشكلة انخفاض مصادر المياه العذبة والجوفية وارتفاع الإستخدام الجائر لمصادرها باتت من المشاكل التي تؤرق حكومات العالم وهي تسعى في البحث عن حلول يمكن لها على الأقل تأجيل تداعياتها والتي تنذر بحروب يبدو أنه لا يمكن استبعاد حدوثها .

معالجة مياه الصرف الصحي تبدو من الحلول التي يمكن أن تساهم بشكل كبير في البحث عن مخرج آمن واقتصادي فهي أصبحت عامل أساسي لتوفير المياه خلال العقود القادمة .

إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المُعالج يمكن استخدامه في عدة مجالات، فيمكن استخدامه في ري المساحات الخضراء وفي الصناعة وانتاج الطاقة الكهربائية ويمكن كذلك مع التقنيات الحديثة كتطبيقات الأغشية البيولوجية أن تكون صالحة للشرب وهو ما سيوفر الكثير من الضغط على محطات التحلية ذات التكاليف المرتفعة وتخفيض الإنبعاثات الكربونية ودعم الإنتقال والتحول للاقتصاد الأخضر، نذكر هنا أن تايوان قبل عدة سنوات قررت التوقف عن تزويد المياه لمزارع الأرز في غاية استخدام تلك المياه لصالح شركة TSMC أكبر الشركات العالمية لإنتاج الشرائح الإلكترونية والتي تحتاج إلى أكثر من 60 ألف طن من المياه يومياً !

بالمقابل فإن إهمال معالجة مياه الصرف الصحي يسبب بتلوث البيئة وتلوث مصادر المياه الطبيعية فعدم معالجة مياه الصرف الصحي يتسبب وفق منظمة الصحة العالمية في نصف الأوبئة الفتاكة مثل الكوليرا والتيفوئيد بالإضافة إلى تلوث المحاصيل الزراعية وأضرار على الثروة السمكية .

على الصعيد الاقتصادي، فإن مياه الصرف الصحي تعتبر ثروة لا زالت قابعة تحت أقدامنا مما يستوجب تغيير نظرتنا وبشكل راديكالي لمياه المجاري فالطن الواحد من من تلك المياه يحوي على 500 غرام من النحاس و30 غرام من الفضة إضافة إلى عناصر استراتيجية مهمة وهي تأتي من مصادر متعددة مثل النفايات المنزلية التي تحتوي على ثاني أكسيد التيتانيوم والفضة ومن الإنبعاثات الناتجة من النقل البري والتي تحوي على جزئيات النحاس الناتجة عن استهلاك صفائح الفرامل والزنك الناتج عن ما تفقده العجلات إضافة إلى ما تطلقه عوادم السيارات من البلاتين والبلاديوم والتي تحملها مياه الامطار جميعها إلى محطات معالجة مياه الصحي وهنالك النفايات الطبية والصناعية التي تحوي الكثير من مخلفات القصدير وغيرها من الركائز الفلزية الثمينة .


في ظل صعوبة استخراج المعادن الصلبة من القشرة الأرضية وما تعانيه الرواسب المعدنية من جفاف والذي يبدو واضحاً على سبيل المثال في انخفاض متوسط نسبة عروق النحاس المستخرجة خلال قرن من 4% إلى 1% وقس على ذلك الكثير من المعادن الإستراتيجية، يبدو أن الفرص التي يمكن إستغلالها من مياه الصرف الصحي تبشر بعصر تعديني جديد ...

الجدير بالذكر أن إحدى الدراسات الصادرة من جامعة أريزونا الأمريكية قبل سنوات قدرت الأرباح السنوية من المخلفات السائلة لمليون شخص بقيمة 13 مليون دولار سنوياً !


bottom of page