top of page
Search
  • Writer's pictureSaleh Amin

فتوى الوزير !


منذ يونيو 2013 حينما أدرج مجلس التعاون الخليجي حزب الله على القائمة السوداء كمنظمة ارهابية والعلاقات الخليجية اللبنانية تشهد فتوراً سياسياً ولا يبدو في الأفق أي بوادر لحلحلة هذا التأزم إلا بانقضاء أسبابه .


الرياض التي التزمت ضبط النفس مع تصريحات شربل ومع قضية تصدير المواد المخدرة مراعاة للعلاقات الأخوية مع الشعب اللبناني طفح كيلها مع تصريحات الوزير اللبناني قرداحي والذي يبدو أنها القطرة التي أفاضت الكأس فالتصريح أشار ضمنياً عن اكتمال تموضع لبنان رسمياً في الحاضنة الإيرانية التي تفرض مشيئتها على القرار السياسي .


كان يمكن للحكومة اللبنانية أن تقوم بما تقوم به حكومات العالم في مثل هذه الأحداث وإقالة وزيرها وأن تقلب الصفحة مع الأخ العربي الأقرب لها ولكن الأمور تجاوزت الإقالة أو الإستقالة ولم يعد هنالك مجالاً للمغفرة الدبلوماسية أو المساومة والترقيع . المطلوب مضامين جوهرية وتغيير منهجي يعيد صياغة الخطاب اللبناني مع دول الخليج من خلال الحد من الهيمنة الإيرانية على لبنان الذي أصبح عاجزاً ان يشبه نفسه !


لبنان لا يعيش في أحسن أحواله وميقاتي ليس بخير لا مع ستي ولا مع سيدي كما يقول اللبنانيون فهو في موقف الذي يحاول مسك العصا من النص وهو موقف لا يستطيع به النش ولا الكش ! فلأول مرة تتعرض لبنان منذ استقلالها لشبه عزلة عربية يبدو في ظاهرها الموقف من قرداحي (وهو ما يجعل البعض يرى في ردة الفعل مبالغاً فيها) لكن باطنها هو الهوية اللبنانية وانحياز السلطة السياسية لسياسة المحاور .


كنا نظن أن ميقاتي جاء بالرجل المعروف لبنانياً وعربياً لتحسين صورته أمام الرأي العام ولكن تعاطي الحكومة مع الأحداث تظهر أن الرجل الذي ألقى بمصلحة لبنان خلف ظهره لم يأتي من فراغ ومسنود من قوى ضغط سياسية محسوبة بالظاهر على لبنان ولا يبدو أن هنالك هدفاً من وراء ذلك التعنت سوى أنه جاء لمنصب أكبر وهو رئاسة الجمهورية خلفاً للرئيس ميشيل عون !


نُذكر الوزير قرداحي ونستذكر معه أن مشكلة اليمن بدأت بصورة حرب أهلية عندما زحف الحوثيون للعاصمة وحاصروها واحتلوها ولم يكونوا أبداً في حالة الدفاع عن النفس وما كان لهم القدرة على ذلك دون دعم إيران بالمال والسلاح ولولا السعودية والتحالف العربي لما استطاعت الحكومة اليمنية المنتخبة الصمود .


يبدو أن إنعكاسات الغضب السعودي تخطت القوى السياسية المحسوبة على طهران أو المتحالفة معها فالغضب السعودي أنتج تغييرات ستفتح كوة كبيرة في الجدار اللبناني السميك !


لبنان الذي يعاني من أزمات سياسية واقتصادية لا ينقصه المزيد من العبث بمستقبله وبعلاقاته فمثل تلك التصريحات تزيد من نزيف الدولة اللبنانية التي تنزف من كل أطرافها .

bottom of page