top of page
Search
  • Writer's pictureSaleh Amin

رهان ترامب


من غير المتوقع أن يكون هنالك تقارب بنتائج الإنتخابات الأمريكية، فهامش الفوز يقل للرئيس ترامب لصالح المرشح بايدن الذي يفصله عن البيت الأبيض 6 أصوات فقط، إلا إذا حدثت مفاجآت خلال الساعات القادمة .


رغم القلق المصاحب للعملية الإنتخابية لكن لم يحدث سابقاً أن تضرر النظام الأمريكي من سيناريوهاتها، المرة الأولى التي تتعرض لها العملية الإنتخابية لإجراءات غير إعتيادية، كانت بالعام 1824والتي تم حسمها من خلال مجلس الشيوخ بعد أن تقاربت أصوات المجمع الإنتخابي .


سيناريو آخر شهدناه في العام 2000 حينما حسمت المحكمة العليا السباق الرئاسي لصالح جورج بوش الإبن، بعد أن بقيت النتيجة معلقة لأكثر من 34 يوماً حيث إعترف المرشح آل جور بالنهاية بهزيمته وأقر بنزاهة النظام القضائي الأمريكي .


أشرنا في مقال سابق عن الشغب السياسي الذي حدث بعد إعلان ترامب ترشيح إيمي باريت في المحكمة الدستورية العليا، فما كان يُقلق الحزب الديمقراطي وأنصاره من المحتمل أن يكون أمراً واقعاً خلال اليومين القادمين،فهل سيكون مصير ترامب السياسي فعلياً معلقاً بقرار المحكمة العليا ؟


في حال فوز بايدن بأصوات المجمع الإنتخابي،وهو المرجح، فمن المستبعد لترامب الإعتراف بالهزيمة، وذلك ليس تخميناً بل إستعادة لما صرّح به ترامب أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة .

من حق ترامب كسياسي إستخدام كافة الأدوات المتاحة وتوظيفها سياسياً،فالسباق الرئاسي معركة متاح فيها إستخدام القانون وهذا ما يفعله ترامب وما يتقنه الحزب الجمهوري، على عكس عقيدة الحزب الديمقراطي القائمة على التعديلات والتغييرات القانونية وهي إحدى الإختلافات في الممارسات السياسية بين الحزبين .


بالمقابل من حق أعضاء المحكمة الدستوية تطبيق القانون والإحتكام للنزاهة دون أية إعتبارات أو ولاءات سياسية، وهو المطلوب بكونهم مؤتمنين على القانون وتطبيقه، ولكن إذا كان تطبيق القانون هو المرجعية فلماذا لم يتفق الأعضاء على مرشح واحد في إنتخابات العام 2000، ولماذا قام أعضاء المجمع الإنتخابي في الإنتخابات السابقة بترشيح ترامب رغم أنه حصل على تصويت أقل من منافسته هيلاري كلينتون ؟


رهان ترامب على إيمي باريت قد لا يكون مبالغاً به، فآل جور خسر الإنتخابات بفارق صوت واحد فقط !



bottom of page