top of page
Search
  • Writer's pictureSaleh Amin

تطبيق روبن هود


يعتبر يوم 11 مارس 2020 يوم إستثنائي في الأسواق الأمريكية، فلقد توجهت لها أموال الملايين من الشباب الأمريكي المسلحين بشيكات التحفيز، بعد توقف الدوري الأمريكي للمحترفين وتوقف مراهناتها.


ما جرى منذ فبراير من العام الجاري كان موقفاً فريداً في البورصات الأمريكية لم تعتاده الأسواق، لأنه بالعادة عندما يعقب إنهيار السوق ركود، ينسحب تجار التجزئة أو الأفراد وتستفيد المؤسسات والصناديق، وهو الأمر الذي لم يحدث حين أصبح التداول كالإدمان للشباب الأمريكي الذي أتاح لتطبيقات التداول بالأسهم مثل (تطبيق روبن هود) أن يجمع 800 مليون دولار من الشباب المغامر ورفع تقييم شركة روبن هود إلى أكثر من 11 مليار دولار .


هنالك العديد من التطبيقات التي تتيح التداول بالأسهم،وهي مجرد تطبيقات لا تمارس أعمال الوساطة بشكل مباشر، إنما تقوم ببيع طلبات مشتركيها إلى أحد الوسطاء أو سماسرة التداول مقابل رسوم متفق عليها .


تطبيق روبن هود لم يخترع عملية بيع الطلبات مقابل تحصيل الرسوم من السماسرة، فقد جنى تطبيق (إي تريد) في العام 2019 حوالي 200 مليون دولار من خلال هذه الممارسة، لكن بدلاً من ذلك، يقوم التطبيق بفرض نسبة مئوية من الفروقات بين السعر المطلوب والعطاء عن كل صفقة تبيعها ، وعلى عكس منافسيها لا توجد عمولات ولا حد أدنى للرصيد، وهو ما أتاح لكافة الأفراد وخاصة الطبقة الفقيرة للإستثمار بالأسهم .


الإرتفاعات بالأسواق المالية لم يكن مفهوماً في ظل ظروف الركود،ولكنها كانت مبررة، فهي كانت تقوم بمهمة المنزل الآخر للأموال المتاحة بالسوق أو ما يسمى بفرضية (سوق الملل)،فوفقاً لجولدمان ساكس فقد إرتفعت أحجام التداول على خيارات الأسهم الفردية 129% خلال العام 2020 . وهو ما يبرر إرتفاع سهم شركة السيارات الكهربائية (تيسلا) وشركات أخرى مثل شركة تأجير السيارات (هيرتز) 1400% رغم إعلان إفلاسها !


مشتركي تطبيق روبن هود كانوا أكثر المتهمين بتلك الإرتفاعات،رغم نفي بنك باركليز وفق نتائج ما نشرته من دراسة والتي خلصت إلى أن أنه لا توجد أية علاقة بين تداول المشتركين وإرتفاعات الأسهم، حيث لا تتجاوز نسبة ما يتداوله مشتركو التطبيق عن 1% من قيمة التداولات اليومية التي تجري بالأسـواق الأمريكية .


الحقيقة أن دراسة بنك باركليز لم تأخذ بالإعتبار الأموال خلف الكواليس التي يقوم بها التطبيق من بيع التداولات او معلوماتها لصنّاع السوق، فالعلاقة لم تكن مرئية في الدراسة وقد نجد علاقة فيما لو تمّ ربط مشتركي التطبيقات الأخرى أيضاً، حيث شكّلت تداولات تجار التجزئة الأفراد نسبة 25% من متداولي الأسهم بالبورصات الأمريكية خلال الفترة من فبراير حتى مايو من العام 2020 !


تطبيق (روبن هود) يمتلك اكثر من 13 مليون عميل مسجل، أكثر من ضعف أكبر أسواق المال العربية وضعف ما لدى شركة (إي تريد) وما يقرب من العملاء المسجلين طيلة 49 عام لدى شركة (تشارلز شواب) .


الفرصة متاحة مع إنخفاض أسعار الفائدة وإزدهار سوق الأسهم لطرح الشركة للإكتتاب العام وهو ما صرّحت به الشركة قبل عامين عن رغبتها بذلك، أو قد تلجأ إلى الخيار السريع ببيعها إلى شركات مهتمة ومكتملة الخدمات مثل جولدمان ساكس كما جرى مع (إي تريد) التي إستحوذت عليها مورغان ستانلي بمبلغ 13 مليار دولار، وهو خيار سيعتمد على ضعف موقف الشركة من الإتهامات الموجهة لها بالإحتيال وبالتربح من فئات لا تمتلك المعرفة الكافية للتداول بالأسهم !

bottom of page