من الطبيعي أن يرجح خصوم ترامب،وهم ليسوا قلة، سلبياته على إيجابياته،بعضهم يقدم أحكام تقييمية وبعضهم ينشر أرقاماً على أساس أن الفشل يمكن قياسه بشكل أفضل من أحكام تقييمية غير مسنودة، فعلى الرغم من أن قياس ترامب رقمياً لا يخلو من عيوب،فهنالك ظروف عامة خارجة عن سيطرته، لكن يمكن الإعتداد بالأرقام لأنها تبقى أكثر موضوعية من أحكام تخضع للأمزجة والميول السياسية .
لم يهتم ترامب بحكم التاريخ عليه،أو على الأقل هذا ما يمكن إستنتاجه من شخصيته الصاخبة،فهل فعلاً ترك ترامب أمريكا بحالة أسوأ كما يدعي خصومه ؟
تستند الأرقام والآراء التي يقدمها منافسو ترامب على تداعيات أزمة كورونا التي تعافى منها ترامب صحياً ولكنه لم يتعافى منها سياسياً،فلقد إستطاع الديمقراطيين قلب الطاولة من خلال شيطنة الظاهرة (الترامبية) وتحميله وزر أزمة لم يكن مسؤولاً عنها !
ترامب نجح في كل معاركه التي خاضها،خرج منتصراً في معركة عزله وثبتت صحة خياراته الاقتصادية التي عارضها الفيدرالي طيلة أربعة سنوات،وإستطاع تخفيض معدلات البطالة إلى مستويات قريبة من الصفر وهو ما لم يحققه رئيس أمريكي سابق،وكان من الصعب العثور قبل أزمة كورونا على مؤشر واحد لا يشير إلى إتجاه صعودي،ولكن كل ذلك ذهبت أدراج الرياح بسبب أزمة كورونا، ولولا الجائجة الصحية لكان من المتوقع أن يكتسح ترامب بأغلبية كبيرة في الإنتخابات .
ترامب شكّل ظاهرة منذ العام 2016، رجل غير حزبي جاء من خارج المؤسسة وإستطاع إكتساح كافة مرشحي الحزب الجمهوري وفرض نفسه وإستطاع أن يستقطب حوله الملايين،على الرغم من أن الاقتصاديين الليبراليين كانوا على قناعة في حينه أن الاقتصاد سوف ينهار تحت إدارة الرئيس ترامب وجادل الكثيرون أنه من المــستحيل تحقيق نمو 3% خلال 18 شهراً ولكن ترامب أثبت أنه كان مستحيلاً لليســــار فقط !
كان من الغريب من الليبراليين الذين حذروا من إنهيار اقتصادي في عهد ترامب، أن يصروا على أن ذلك النمو كان مخططاً له، فذلك الفضل كان صحيحاً لو قام ترامب بتبني سياسات اوباما ولكنه من اليوم الأول عكس كل قرارات اوباما الاقتصادية، وهو نمو لم يتحقق نتيجة عوامل خارجية فحينما كان النمو بالاقتصاد الأمريكي حول 4% بالعام 2017 كان النمو العالمي بالوقت نفسه متوقف وكانت أوروبا تنمو بنسبة 0.4% !
أما سياسياً، فلقد إستطاع ترامب أن ينجح في ملىء الفراغ الذي تركته إدارة اوباما بالشرق الأوسط وإستطاع أن يعيد لأمريكا هيبتها، على الرغم من أن الوقت لم يسعفه،لكن ترامب حقق خلال ولايته تقدماً وإنجازات في ملفات الشرق الأوسط على كافة الأصعدة إن كانت عسكرية أو سياسية أو دبلوماسية، إنجازات لا يمكن نفيها حتى لو حاول الآخرون رفضها .
رفض ترامب لنتائج التصويت هو ليس تذمراً فقط من الشوائب التي حدثت في العملية الإنتخابية،ولكن بسبب ما جرى خلال السباق الرئاسي من معركة غير متكافئة وسرقة للإنتخابات ،فهنالك تزييف حدث لوعي المواطن الأمريكي من وسائل الإعلام والشركات الكبرى والتي أشاعتا أجواء فوز بايدن مما أحدث تأثيراً على الناخب الأمريكي وقد لا يكون إعلان لقاحات فيروس كورونا بهذا التوقيت مجرد صدفة .
لا توجد بوادر حتى اللحظة على إعتزام ترامب المتذمر من التنازل والقبول بنتيجة التصويت، فالنزاع القانوني هو السيناريو المرتقب والذي كان متوقعاً قبل بداية السباق الرئاسي ومن المحتمل حدوث مفاجآت خلال الأيام المقبلة !
Comentarios