من المؤكد أن إيمي باريت معروفة في الوسط القانوني والقضائي الأمريكي، ولم تعد تحتاج للتعريف عن نفسها، فالأمريكيين يتداولون أخبارها بعد أن أثار ترشيحها كقاضية بالمحكمة العليا معركة سياسية !
القاضية باريت تمتلك كل المواصفات التي يحتاجها ترامب في منصب بهذه الأهمية، فهو يدرك أن بعد تصديق مجلس الشيوخ على تعيينها لن يستطيع في حال فوزه بالإنتخابات الرئاسية المقبلة إقالتها حتى وهو الرئيس ! وهو كذلك لا يملك أية سلطات بإقالة أي عضو من أعضاء المحكمة العليا التسعة التي تعتبر أهم وأعلى المحاكم الفيدرالية في أمريكا .
ترامب يرى في باريت كفاءة قانونية متميزة، فهي تمتلك أوراق إعتماد رائعة وإنجازات لا مثيل لها وعقلية قانونية تعتبر من أذكى العقول القانونية الأمريكية، والمعركة السياسة التي أثيرت بسبب ترشيحها لا تقلل من كفائتها في شغل هذه المنصب، ولكنها سياسية تتعلق بالتحفظ على قانونية ترشيح الرئيس لباريت قبل الإنتخابات الرئاسية .
من مصلحة الحزب الديمقراطي عدم منح مجلس الشيوخ الثقة لترشيح باريت، لأن تثبيتها سيمنح الجمهوريين أغلبية في المحكمة العليا، وهذا سبب كاف ومفهوم سياسياً،لكن هنالك اسباب أخرى تتعلق بشخصية باريت نفسها تجعل الحزب الديمقراطي يتحفظ على ترشيحها، فهي أظهرت تأييدها لسياسة ترامب في العديد من القضايا أهمها قضية المهاجرين، وهو ما يراه الحزب تجاوزاً لعمل القاضي حين يقوم بالتعبير عن رأيه وهو ما تتفق معه باريت وأعلنته في خطاب ترشيحها !
التغطية الإعلامية لأراء ومواقف باريت جعلها شخصية إستقطابية، ولأن السياسة لا تؤمن بالتجرد ولا تمارس الموضوعية لأنها ليست مهمتها،وحتى لو كان الترشيح لأغراض سياسية، فالشخصية المطلوبة يجب أن تقنع الرئيس بقدرتها على تقديم الخدمة المطلوبة منها، فباريت قادرة على ذلك وما أظهرته من مواقف مؤيدة لسياسة إدارة ترامب تجعل منها شخصية إستثنائية جاءت لترامب على طبق من ذهب،خاصة أنه من المحتمل تعلق مصير ترامب السـياســي بقرارات المحكمة العليا وهو السـيناريو المحتمل بالإنتخابات الرئاسية !
コメント