لا يقتصر إحتفال الدول بذكرى استقلالها أو تأسيسها على الدول النامية فقط فامريكا تحتفل كل عام بذكرى استقلالها فهي قيمة ذاتية متجددة على الرغم من أن التاريخ لا يفرق كثيراً لأنه من المؤكد أن الإستقلال كان سيحدث لاحقاً فهو مجرد فرق توقيت .
مئوية الأردن حالة يصعب معها تبني وجهة نظر واحدة فكيف يرى المحللين قدرة الدولة على المحافظة على استقرارها في منطقة منكوبة وفي نفس الوقت لم يتح ذلك الإستقرار أسباباً كافية للشباب للبقاء في بلدهم وعدم الرغبة في الهجرة، فهل المقصود بذلك الإستقرار النجاة من الموت !
لا ينكر أحد أن هنالك نكسات حدثت وتوجد صعوبات تؤرق المواطن والقيادة السياسية، لكن بالمقابل شهدت المسيرة نجاحات وانجازات لا يستطيع أحد نفيها، الأردن مرّ بتحديات وعرف أزمات لم يتوقع أحد نجاته منها وإن كان البعض تمنى ذلك وكان يسعى فيه ولكن تلك الأزمات مرت على هامش الحياة السياسية فحالة التواصل الدائم والتلاحم بين الشعب والقيادة تعتبر من أهم الأسباب التي وفرت للأردن مناعة أمام ما واجهه من تحديات وما عرفه من أزمات وفي كل مرة كان الأردن يثبت بها كفائته في التكيف السياسي أمام المتغيرات التي فرضها عليه الواقع الجيوسياسي .
الأردن كان دوماً جزءاً من الحل ملتزماً بحياده وإعتداله وبلداً للمساندة وليس للمواجهة يستند في ذلك على قاعدة منيعة من التوازن الداخلي وفّر له قدراً كبيراً من الإستقرار فليس هنالك جهة أو طائفة تعتقد أن الأردن لهم وأنشىء من أجلهم فالشرعية في الأردن مرتبطة بشرعية الأسرة الهاشمية ولا شرعية خارج الأسرة المالكة فالملك غير محسوب على أحد وهو يمثل كل الأردنيين ورأس الدولة ورئيسها .
الأردن اقتصاد نام وعلى الرغم من العيوب التي لا ينكرها أحد في الاقتصاد الأردني لكنه حقق نتائج تستحق الإشارة لها فقد استطاع الاقتصاد الأردني تغطية احتياجات السكان الذين تضاعفوا 15 مرة خلال المائة عام على الرغم من شح الموارد واستطاع رفع مستوياتهم المعيشية بشكل متسارع وإن كانت بدرجات متفاوتة .
الإحتفال بالمئوية يستدعي النظر إلى الأمام والتركيز على المستقبل ويحق للأردنيين الحلم بأحسن النتائج والتطلع للأفضل ولكن دون إدانة ما تم من انجازات ففي الأردن أمن واستقرار يُحسد عليه وهذا الواقع يستحق الدفاع عنه وحمايته لأن البديل معروف ويمكن مشاهدته في أكثر من دولة عربية نادت بالتغيير العبثي .
من جهة أخرى، الأردن يدخل مئويته الثانية بفرص حقيقية لتحقيق الإصلاح السياسي فالإرادة السياسية للإصلاح متوفرة وهنالك رغبة حقيقية بميثاق وطني جديد تعلو سلطتة على قوى الشد العكسي ولا تنحني أمام المنظومة الإجتماعية أو تتعثر بسبب الهاجس الأمني !
هنالك حركة قوية، حركة سلمية للإصلاح والتطوير فأي دولة لا تستطيع التغيير إن أرادت أن تلعب سياسة دون رؤيا ...
كل يوم والأردن شعباً وملكاً بخير
Kommentare