لم يعد هناك خلاف حول ما إذا كان يجب بناء مشروع إنقاذ لبناني، فالجميع متفق على ذلك حرصاً على حقن دماء الشعب اللبناني ولتفويت الفرصة على اختطاف اللحظة أو استغلال الفراغ الذي سيتركه غياب حسن نصرالله .
السؤال : إذا أعتبر اغتيال حسن نصرالله وهو الشخص الذي ارتبط بكافة الملفات المتفجرة بالشرق الأوسط، تغييراً للمسار ونقطة تحول للخروج بلبنان من أزماته المتتالية، فلماذا تتأخر القيادات اللبنانية في التحرك وما معنى التأجيل أو التلكؤ في ذلك .
اسرائيل أعلنت أن مهمتها لم تنتهي وأنها مستمرة في فرض استسلام كامل على حزب الله لا إلتباس فيه، والدول العربية تقف مع لبنان في أي خظوة اتجاه ترميم النسيج السياسي وتغليب السياسة على الأيدلوجيا، فالسياسة أبقى وأدواتها أكثر تأثير على الواقع .
ظاهرياً، اغتيال حسن نصرالله هو نهاية حزب الله، الحزب الحاكم في لبنان وضابط الإيقاع في الواقع اللبناني منذ العام 2005 .لكن الواقع معقد أكثر من ذلك، فالحزب الذي مرّ عليه أكثر من 40 عاماً لن يختفي ببساطة مع غياب قائده .
بالنتيجة، كافة السيناريوهات المحتملة ذات تداعيات خطيرة، فلدى الحزب جيل جديد يمكن لهم ملء الفراغ الداخلي وهو جيل لا نعرف عنه شيئاً، وعرّاب مشروع الحزب مرتبك ومحصور وقد يؤدي ذلك لتشظي الحزب إلى أمراء حرب وعصابات، وفي كلتا الحالتين سيرتد الحزب للداخل اللبناني وسيسعى للإنقضاض على الشعب اللبناني مثلما حدث منذ العام 2008 وسيتحول الحزب من مشكلة اسرائيلية إلى مشكلة اقليمية ودولية .
القضاء على حزب الله ليس نهاية، بل بداية جديدة قد لا تقل خطورة، فليس معروف كيف ستتطور الأمور لأن الأزمة مفتوحة لها بداية وليس لها نهاية، لهذا على الحكومة اللبنانية بصفتها مسؤولة دستورياً وسياسياً وأخلاقياً عن تأمين أمن وسلامة الشعب اللبناني بإعلان حالة الطوارىء وفصل جنوب لبنان عن غزة وارسال القوة العسكرية لجنوب لبنان حتى تُقنع المجتمع الدولي بأن لبنان ينفذ على الأرض القرار 1701 .
صحيح أن الحكومة اللبنانية مبتورة ورئيسها غائب وجيشها دون سلطة سياسية لإدارته، ولكن لبنان ليس بحاجة في هذه اللحظة لتلك التضاريس السياسية فهو الذي طالما تعود على أن تأتي الحلول من الخارج وهذا الوضع لا يختلف كثيراً .
لدى اللبنانيون فرصة لتسوية سياسية تقبل القسمة على إثنان أو خمسة لأن ما تحقق على الأرض يمكن تحويله لأصول سياسية وما حُصر أو سيحصر من إرث يمكن تحويله إلى مكاســب مشروعة.
Comentários