top of page
Search
Writer's pictureSaleh Amin

لبنان على الحافة


تأقلمنا طيلة أكثر من عشر سنوات مع توتر المناخ السياسي اللبناني بحيث أصبح (لا يفرق) مع الكثيرين منا أية أحداث مفاجئة !


على الرغم من أن أحداث الأمس أعادت للبنانيين مشاهد مألوفة للحرب الأهلية لكنا نراهن أن الفرقاء السياسيين تلقحوا ضد استعادتها فلا أحد يريد للبنان المشاهد التي رأيناها بالأمس وعلى ما يبدو أنها عملية تكسير عظم لفرض الأمر الواقع فالكلمة الآن للأقوى ومن الواضح من هو الأقوى .


هنالك أسباب حقيقية تدعو للقلق، فلبنان يشهد منذ العام 2008 انسداد بالأفق السياسي لكن هذه المرة بخلاف سابقاتها تشكل نقطة تحول، فما تبقى من الدولة اللبنانية الآن متداعي أكثر من ذي قبل، فمن جهة تفقد مؤسسة الرئاسة رونقها وهيبتها ومن جهة أخرى مجلس وزراء لا سلطة له أو سيطرة ومجلس نيابي في أيادي أطراف أخرى، يجري ذلك في وقت تحاول به الدولة الخروج من أزمتها الاقتصادية وتلميع صورتها أمام المجتمع الدولي الذي لا يهمه لبنان بقدر ما هو مهتم بمحاربة التدخل الإيراني في لبنان حتى لو هدم المعبد على من فيه !


لم يعد أمام الحكومة سوى الخيارات التي فرضها حزب الله بالقوة وهي إما أن يطير طارق بيطار وإما أن يطير لبنان ! ولم يتبقى للحزب سوى القضاء والجيش لتسييسهما حتى لو كان ذلك على حساب السلم الأهلي ومن يستطيع إخضاع حزب الله للقوانين والأنظمة وهو المنفلت من كل الضوابط ؟


لبنان هو الخاسر الأكبر مما يجري وشعبه يدفع ثمن أجندات خارجية لا ناقة له فيها ولا جمل، وما زالت شروط الحل الأشمل للإنتقال إلى الجمهورية الثالثة غير مكتملة بعد ومعظمها مرتبط بعدم نضج الشرط الإقليمي – الدولي للتسويات والمصالحات الكبرى والمطلوب الآن تدخل أطراف محايدة للتهدئة مثل مصر وجامعة الدول العربية .


لبنان عزيز على كل عربي بتاريخه ودوره التنويري منذ قرن وهي عاطفة قومية وغير سياحية .


コメント


bottom of page