Saleh Amin
علاقة غير عادية
نحن بالغالب مجبورون على العمل وقد نكون مغصوبين عليه فهو شرط من شروط الحياة وقد يكون ذلك سبباً في معاناتنا .
أغلب الظنّ أننا لم نجد مدير سهل ومحبوب نعمل لديه، سهل في طلب المساعده منه وسهل لترضيته والإعتذار منه، يجعلنا نتعامل معه بتلقائية دون حسابات فنحبّه ونقدره ونرى في نجاحه نجاحاً لنا، فالعمل منظومة من علاقات انسانية تهون علينا عناء لقمة العيش !
العمل مع الأشخاص المناسبين بالعمل يُمكننا من القيام بأشياء لا تصدق وبشغف للعمل والإنجاز دون أن نرهن سعادتنا لعطلة نهاية الأسبوع وهذه العلاقات مرئية غالباً في الشركات الصغيرة فقط لأن المؤسسات الكبيرة تحدد لنا كموظفين ما سنحصل عليه في حياتنا المهنية وما يمكن ان نحققه لأنفسنا.
علاقتنا مع شخص غير عادي من الذين نعمل لديهم هو ما يستحق كل هذا العناء فهذه العلاقة تقودنا إلى فرص بالغالب لا تأتي لنا من خلال العمل بالمؤسسات الكبيرة !
ما يجذب الإنتباه في تفسير العلاقات الإجتماعية هو تعليلها اقتصادياً وهي من أكثر التفسيرات رواجاً بين الباحثين الذين رصدوا أسباب الفروقات في مستويات المعيشة بين منطقتين في بلد واحد وذلك من خلال تبيان العلاقة العادية والغير عادية بين رأس المال الإجتماعي من حاصل علاقات الفرد وسمعته وثقة الآخرين به وبين رأس المال البشري وهو حصيلة ما يمتكله الفرد من تعليم ومهارات وخبرات .
يشير الباحثون إلى أن المجتمعات الفقيرة عادية في علاقاتها الإجتماعية وأنانية في فائدتها، علاقة بين غني يساعد فقير لإستغلاله وفقير غير مستعد للإستثمار في رأسماله البشري، فالفقير لا يهمه سوى تنمية رأس ماله الإجتماعي الذي يرى به الطريق الوحيد للنجاح !
هنالك طريقان أمام المنظومة الإجتماعية في سعيها لبحبحة علاقاتاها وتعميم فائدتها، الأول أن يتم ذلك من داخل المنظومة أو أفرادها وهو طريق لا يعتد به لأسباب المصلحة الشخصية، والثاني العمل للإصلاح من خارج المنظومة من خلال تمكين الفقراء وتنمية رأسمالهم البشري، فالحنكة تقتضي أن تكون المجتمعات حاضنة لأفراد يعلمون ويعملون لينتجون ويتشاركون المعرفة .
ليس المطلوب من النظام الإجتماعي ان يكون أداة للتعبير عن حركة علاقاته وتفسيرها بل كيفية التأثير عليها، طالما أنها تشكل قوة دفع الاقتصاد باتجاه النمو !