يتناول المعلقون دور المحافظين المتشددين في الدول على مستوى واحد، وهما ليسا على نفس المستوى في أدوارهم .
وصف المحافظين يطلق على المجموعة التي تمانع الإنتقال من النقيض إلى النقيض من أجل التغيير،فهم لا يمانعون الإنفتاح على العالم بل يرون أن الدولة في الإنفتاح الكامل ستجد نفسها مكشوفة دون مناعة . أما المتشددين فهم الجماعة التي تعيق التغيير، فهو بالإجمال مرفوض كونه مخالفة لما إعتادوا عليه، وبالتفصيل يرون أن التغيير سيحرمهم من مصالحهم التي تتحقق من بقاء الحال على ما هو عليه .
لا يرى المعلقون أي فائدة من الإيدلوجية المحافظة سوى قدرة جماعتها على جمع الناس وتوحيد دولهم فهم يتسببون دوماً بدمار دولهم وخرابها، وقدرتهم على الصمود ناتجة من عزلتهم فالإيدلوجية المحافظة لا تعمل وتنجح إلا في مجتمع مغلق، والأمثلة كثيرة كاليابان وإيطاليا وألمانيا وكوريا الشمالية .
دور المحافظين أو المتشددين في الدول هي محاولة لقراءة عملية التطور وصراع الأفكار في مسار التاريخ البشري، والحقيقة أن أزمة تلك الدول لم تكن بنت الإيدلوجية المحافظة بل نتيجة مباشرة للسياسات، أي أنها بسبب إنفتاح وصل لدرجة الإنفلات، فالعالم لم يشهد فقط صعود وسقوط الإيدلوجيات المحافظة بل يشهد أيضاً أزمة راهنة هزت الثقة بإنفتاح العالم بعضه على بعض، والمعارضة الشديدة للإنفتاح موجودة بأمريكا بالذات ومن قبل جماعات لا تعتبر جماعات محافظة !
المعلقون يرون بالإنفتاح قدراً لا يمكن رده أو تجنبه، فالعالم إنفتح بعضه على بعض غصباً ولم تعد الحدود الجغرافية عازلاً يمكن الرهان عليه، ومن جهة أخرى يتنبأون بسقوط الدول التي تتبنى أيدلوجية محافظة في أول فرصة تتاح لها الإحتكاك مع العالم الخارجي .
قبل 11 عاماً من إنفتاح الصين، حققت الصين نمواً بالناتج المحلي الإجمالي بلغ بالمتوسط 5.93% ولولا وفاة الزعيم ماوو والزلزال الكبير لكان النمو حقق الضعف، وخلال 11 عاماً بعد الإنفتاح حققت نمواً بالمتوسط بلغ 10.27% .
المنجز الصيني الذي تحقق رغم إحتكاكهم بالعالم الخارجي لم يكن ليتحقق لولا أفكار المحافظين وتطبيقاتهم وسياساتهم !
Comments