top of page
Search
  • Writer's pictureSaleh Amin

حرب أسعار النفط


تسعى روسيا من خلال جرّ الأسعار إلى مستويات ما دون الثلاثين دولار للبرميل بالتأثير في النفط الصخري الأمريكي وإفلاس شركاته ،الروس يدركون أنّ لديهم فترة محدودة في التأثير بالأسعار لأنهم فيما لو إستطاعوا تحمل تكاليف إنهيار الأسعار إلى ما دون كلفتها التي تبلغ 42 دولار للبرميل الروسي، فإنهم بالتأكيد لن يستطيعوا اللعب مع السعودية وسيكونوا مهددين بخسارة حصصهم السوقية في أوروبا وتبعات ذلك على عملتهم وعلى إقتصادهم !


السعودية تمتلك احتياطيات نفطية غير مهددة بالنضوب لعقود، وهي القادرة على التأثير و التحكم باسعار النفط فمقدرتها التصديرية تجعلها قادرة على ان تكون الصانع الرئيسي للأسعار إن استبعدنا تأثير المضاربات باسواق النفط .قبل الخلاف الحالي بين السعودية وروسيا،جرّب الروس التعاون مع السعودية من خلال اتفاق تخفيض الطلب أو ما يسمى أوبك - بلس وجمعوا من مكاسبه التي تعافت بسببه أسعار النفط 3 مليار دولار، ورغم ذلك فهو لا يكفي لتغطية نفقات مشاريعهم لأكثر من 9 أشهر !


تستطيع السعودية أن تلجأ إلى إحتياطياتها النقدية أو إصدار صكوك لتعويض العجز بموازنتها وتمويل مشاريعها التنموية،وهذا الحل الآني قد يكون الأنجع فالقرارات الاقتصادية كالأدوية لا بد لها من اثار جانبية غير مرغوب بها ، خاصة وأنّ أعباء رفع الأسعار ستتحمله السعودية وحدها وستحاول الدول الاخرى زيادة انتاجها لتعويض ما فاتها او تقليص خسائرها من فروقات عملتها !


الحنكة السعودية أدركت منذ عقود أن الخطر الحقيقي يكمن في بدائل الطاقة وخاصة الصخر الزيتي، وهو ما أفصح عنه حينها وزير النفط السعودي اليماني .


انخفاض اسعار النفط ستدق المسمار الأخير في نعش بدائل الطاقة التي فقدت جدواها مع الأسعار الأخيرة للبترول، و هو على الأقل يخدم المصالح السعودية على المدى البعيد ...

bottom of page