يلفت النظر أن الصراع في إقليم ناغورني كاراباخ الذي كان هادئاً لسنوات، قد أصبح منطقة مشتعلة وصدام عسكري بدون لزوم، ومن الواضح أن الطرف الأرمني والأذربيجاني لم يعودوا أصحاب القرار وحدهم على طاولة المفاوضات الروسية.
إذا أردنا فهم ما يجري، فعلينا أن نفهم ما يجري في ليبيا ومناطق أخرى تشهد تدخلات تركية بشكل مكشوف، فالأطراف التي تؤجج الصراع بإقليم كاراباخ وتؤجل حلوله هي نفسها المتقاتلة في ليبيا، وما سيجري على طاولة المفاوضات سيكون عبارة عن مقايضة ملفات بين الأتراك والروس خاصة في الملف الليبي الذي لا يعتبر مسألة محورية للروس مثلما يعتبره الأتراك !
تركيا تحاول أن تجعل من تأجيج الصراع بالإقليم ورقة ضغط على الروس، خاصة وأن إستنزاف القدرات العسكرية والاقتصادية للأرمن يجري على هواها ! ويساعدها في ذلك الموقف الأوروبي الرافض للحلول العسكرية، فتركيا تعلم تماماً المصالح الأوروبية مع أذربيجان وتراهن عليها في مقايضتها .
ممارسات أردوغان المتواصلة في التوغل في أراض الغير بذريعة حماية المصالح التركية، هي بالحقيقة رغبة بتوسيع نطاق النفوذ التركي الإقليمي وتصدير أزماته الداخلية، حتى فشله في سياسةإستفزاز الأوروبيين بملف اللاجئين التي فقدت فاعليتها، جعلت من تركيا معزولة ودولة مارقة في المجتمع الدولي،وأدت لضياع مصالح تركيا التي كانت تحققها مع العديد من دول العالم !
ما سيجري خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، لن يتم بغير رضا الروس وموافقتهم على أية حلول أو مقايضات، وذلك سيتوقف على مدى حيوية مصالحها في الملفات المشتركة مع الأتراك، لأن التدخلات في بعض الملفات أو المناطق تكتيكية يمكن التراجع عنها !
コメント