top of page
Search
Writer's pictureSaleh Amin

المتحمسون


ليس هناك شك في توفر الأهلية القانونية لمن دخل المجال التجاري أو العمل الحر عموماً، ولكن الأهلية القانونية لا تعني أن من السهولة معرفة ما يجب عمله، لذلك نلاحظ أن غالبية من يدخلون المجال التجاري ويفشلون في تجربتهم هم من فئة المتحمسين !


بالنتيجة قد تكون هناك ضرورة بل وبعض من المتعة الفكرية بالإطلاع على تجارب الآخرين سواء ما نجح منهم أو من لم يحالفهم الحظ، ولكن للأسف فغالبية تلك التجارب مجرد مقالات صحفية أو نميمة من صديق .


يخطىء من يظن أن التجار التزموا بخطة عمل أو دراسة الجدوى الاقتصادية، فالواقع أنهم وقعوا تحت الضغط من اليوم الأول ومن جميع الاتجاهات والتي فرضت عليهم سلوكاً معيناً.


أفضل دراسات الجدوى الاقتصادية لا يمكن أن تطابق الواقع، وهذا لا يعني أنها غير مجدية أو غير ضرورية، فإلى أي مدى يستطيع المتحمس النجاح في عمله التجاري وهو لا يعلم عن طبيعة ذلك العمل وأسراره ؟


في تغطيتها لتحديات نجاح الشركات الصغيرة والمتوسطة، وضعت العديد من الدراسات تحديات متعددة تواجهها تلك المشاريع وأهمها غياب كل من الإستراتيجية والمهارات والدعم .


هذه حقيقة موضوعية لا خلاف عليها، فقدان الرؤية والتخطيط المالي  يؤدي إلى التأثر أكثر بالأزمات، وبالمحصلة نجد أن المشروع لم يكن سوى ترند أو تقليد لبيزنيس لا يلم صاحبه بالمهارات الإدارية ولا يمتلك المعرفة التشغيلية التي تنتج حالة من عدم اليقين تؤدي للجمود والتأجيل بانتظار إنجلاء أزمته .


لا خلاف على أهمية الدعم، ولكن الخلاف يدور حول كيفية استغلال هذا الدعم والإستعداد لتقديم العائد الذي لا بد منه ومعرفة الأسلوب لتحقيق هذا العائد عملياً لأنه من غير المقبول الإستمرار في الإعتماد على سخاء الحكومة أو جيوب المعيل .


ما يحرك النمو بالشركات الصغيرة والمتوسطة هو شبكة الدعم أو رأس المال الإجتماعي، هذا صحيح، ولكن بثمن غال، فزيادة الإعتماد على رأس المال الإجتماعي تصاحبه توقعات من المعاملات والتي تتطلب التزامات لتقديم خدمات لا تتوافق مع أهداف أو إمكانيات المشروع.


باستثناء التحديات السابقة، شاء سوء الحظ فشل العديد من المشاريع بسبب الشركاء، فإنهم وإن اتفقوا على الصلاحيات والمسؤوليات فلا يتم كتابتها وإذا ما تمت كتابتها فغالباً يسعى كل شريك أن يتخلص من الآخر بعد ذلك !

Comments


bottom of page