top of page
Search
  • Writer's pictureSaleh Amin

التضخم هو القاعدة


على الرغم من أن التضخم سيء لكنه حالة طبيعية ومتوقعة لأنه من خصائص العملات الورقية، الخلاف يكمن فيما إن كان معقولاً أو كبيراً لذلك يطلب المودع أسعار فائدة تعوضه عن انخفاض القوة الشرائية لرأسماله .


العالم الآن أمام حالة من عدم اليقين فهنالك العديد من السيناريوهات المتوقعة لمعدلات التضخم والتي بدأت بالتسارع عموماً حول العالم ، في هذه الحالات يكون تكوين توقعات مستقبلية أمر شبه مستحيل فما يمكن رفضه لا يمكن نفيه !


أرقام التضخم الاحصائية لا زالت قليلة الدلالة حتى لو ارتفعت معدلاتها عن مستهدفات البنوك المركزية فالاقتصاديات الآن في حالة استثنائية لا يمكن مقارنتها بما كان عليه الحال اسوأ في سبعينيات القرن الماضي، عل الرغم من أن هنالك قلقاً من البيانات التي توضح ارتفاعات متزايدة في الأسعار والتي قد تشير إلى ميول تضخمية غير مباشرة مرتبطة بالتكلفة لكن الأسواق متفائلة بانحسار التضخم مع تسارع وتيرة النمو ومتفائلة في قدرة البنوك المركزية على تخفيض برامج التيسير الكمي بشكل تدريجي .


حتى اللحظة، لا تشكل معدلات التضخم الأساسي تهديداً لسياسات البنوك المركزية في العالم فلا زال يحقق فوائد للاقتصاديات وللسياسات المالية فاغراءاتها بخفض القيمة الحقيقية للديون يجعل البنوك المركزية تتكيف معها بدلاً من محاربتها والمشجع أن التصحيح في اسواق المال لا زال متواضعاً بالتزامن مع انخفاض العوائد على السندات في الأشهر القليلة الماضية .


أغلب الظن أن موجة التضخم الحالية هي جزء من التغير في النموذج الاقتصادي الذي انتقل فيه الطلب من حالة السكون إلى حالة من حالات الفرط بالنشاط في وقت يعاني العرض من صدمات سلبية واختناقات .


وعلى الرغم من كل الظروف فلا زالت مستويات القوة الشرائية قوية ومنتعشة حتى في ظل ارتفاع المدخرات الغير منفقة وتلك القوة وإن كانت مقلقة في ظل صدمات العرض السلبية لكنها صدمات مؤقتة لن يكون معها استمرار الأسعار على نحو مستدام مبرراً لأنه من المتوقع أن تتلاشى اختناقات العرض مع إنحسار فيروس كورونا حيث بدأ العالم يخرج من الإقامة الجبرية التي فرضتها علينا الجائحة .


من جهة أخرى، لا يمكن استبعاد طفرة تضخمية بالرغم من عدم توقعنا لها، وأيا كانت السيناريوهات المرتقب حدوثها خلال الشهور القادمة، فليس من المتوقع تراجع معدلات التضخم وفي نفس الوقت لا نتوقع ارتفاعات كبيرة وعلينا أن نعد أنفسنا لمعدلات تضخم في حدود 3% وهو أمر مرغوب به وجاء بوقته المناسب !


bottom of page